أحببت شابا يحب فتاة أخرى وهذه قصتي.
أحببت شخص ليس لي، أحببت شخص لا يبادلني نفس الشعور، تجربتي مع الحب من طرف واحد، قصتي مع الحب من طرف واحد.
أحببته فجرحني
كان هناك العديد من الرجال من حولي، من ابناء العائلة، أو زملاء العمل، لكني لم أسمح لمشاعري بأن تخدعني، لم أسمح أن أتعلق بأي شخص منهم لمجرد أني مشتاقة للحب، لقد تماسكت حتى حينما كنت أشعر بالوحدة الشديدة في أعماقي، تماسكت لاني لا أريد أن أخسر نفسي في علاقة حب عابرة، أنا أريد أن أحب بصدق، شخص ما يهز فؤادي فعلا.
حتى جاء ذلك اليوم، وأحببت فعلا. 😍 وأدركت أخيرا أن الحب هو شعور عميق للغاية، وقوي وجارف، ولا يمكن التحكم به، إنه يتحكم بنا، ويقود مصائرنا، ويحرك مشاعرنا ويغير سلوكياتنا بشكل يجعلها أحيانا كما لو كانت خارج إرادتنا، الحب عاصف عاصف، يقتلع أساسيات عديدة من حياتنا، وبشكل لا نكاد إلا أن نستسلم له.
لقد التقيت وبالصدفة، واثناء إحدى جولات العمل، بشاب غير مجرى حياتي كاملا، وجعلني أطلب نقلا من مقر عملي إلى مقر عمله، لأكون بالقرب منه، وأغامر بخسارة ترقية كانت في متناول يدي تقريبا، لقد سمحت لنفسي بأن أجن، وأن أنساق في هذا الحب، سمحت لنفسي أن أستسلم لتك المشاعر القوية، وأن أتركها تقودني إلى حيث تريد،
اكتشفت ان الحب يقفز إلى قلوبنا بلا استئذان ولا أسباب، فأنا حتى لم أسأل نفسي في ذلك الوقت عن السبب الذي جعلني أحبه هو دونما سواه، ولم أسمح لنفسي بالتردد أو التفكير، لقد كنت سعيدة لأن قلبي خفق أخيرا لرجل ما، كنت سعيدة أن هذا الرجل يجعل الدفء يغمر قلبي كل ما رأيته أو سمعت صوته. شعور راااااااااائع جدا، أن يكون لإنسان كل هذا التأثير الجميل عليك، وعلى صحتك النفسية والجسدية، حيث يجعلك تشعر أنك انسان، حي، تعيش، تتنفس، تفرح تسعد تقفز فرحا، وأن لديك سبب يجعلك تتأنق، تتعطر، تتزين، تهتم بنفسك وبجمالك وبرشاقتك، لقد غمرني بكل تلك الأحاسيس الرائعة، دون أن يعلم، فللأسف لم يكن يعلم أبدا بأني أحبه.
لكني فعلت كل ما في وسعي لكي أجعله ينتبه إلى وجودي، ويشعر بي، فقد كنت كل يوم أمر على مكتبه، كما لو كان الأمر صدفة، وأقدم له أحيانا الحلوى على أساس اني أوزع الحلوى على جميع الزملاء في العمل بمناسبة ما، غالبا ما تكون المناسبة وهمية من تأليفي، كنت أحاول كل يوم، وطوال اليوم، أن ألفت انتباهه لي، حتى بدأ يفهم، لقد فهم أخيرا أني معجبة به، وأردك أيضا أني مغرمة ♥، وأني أحبه بجنون، حينما أعترفت له بذلك في نهاية المطاف، حيث أني لم أحتمل البقاء صامتة أكثر من ذلك، لكنه قال لي أنه لا يستطيع أن يبادلني المشاعر لأنه يحب فتاة أخرى بصدق، لكنها تزوجت من شاب آخر، رغما عنها كما قالت له، لكنه لازال يذكرها ومخلص لهذه الذكرى فهو لازال يحبها في صمت.
قلت له لا بأس، اعطني فرصة لأساعدك على نسيان تلك الفتاة، أجعلني أقترب من قلبك، لأداوي جراحك، وفعلا، بدأنا نتحدث ونقضي الساعات الطويلة على الهاتف أو السناب معا، نخرج أيضا في بعض الأوقات، إلى بعض النزهات، نتبادل الكثير من الصور وكلمات الحب العذبة يوميا، أصبح يشاركني كل صغيرة وكبيرة في حياته، بدات اعتقد أنه أصبح يحبني بقدر ما أحببته، وأصبحنا أنا وهو مثل التوأم، لا نفترق أبدا، حتى أن الزملاء في العمل لاحظوا علينا ذلك.
وكنا قد بدأنا نتحدث عن الخطبة والزواج بعد عامين من الحب العاصف الجارف، وشعرت أخيرا أني حصدت ثمار تعبي وجهدي في هذا الحب الجميل، وأن كل شيء في علاقتنا مثالي ورائع، حتى فوجئت به ذات يوم، وقبل الخطوبة بعدة أسابيع، يخبرني أنه لا يستطيع أن يخدعني أكثر، حيث أن حبيبته السابقة، طلقت زوجها من أجله، واتصلت به، وأنهما يتحدثان سرا منذ شهرين، وأنه اكتشف انه هو الآخر لازال يحبها، وبعد طلاقها أصبح يفكر في الزواج منها جديا قبل أن تطير من بين يديه من جديد، قدم لي اعتذاره بمنتهى الأسف، كان يحاول أن يخفف وطأة الخبر على نفسي، لكنه لم يكن يعلم أنه ببساطة كان قد حكم على قلبي بالإعدام، لقد وقفت هناك مذهولة، كيف له أن يفعل بي هكذا، كيف له أن يتركني بهذه البساطة، وينسى ما بيننا. وكيف سولت له نفسه أن يخدعني كل هذه الفترة، كان يحدثها سرا منذ شهرين، لم يخبرني، لكني شعرت بأن شيء ما يحدث معه، لقد بدا باردا في علاقتنا، سارحا دائما، متهربا مني طوال الشهرين، ولولا أني ضغطت عليه ما كان ليعترف لي بهذه الحقيقة المرة التي دمرت كل أحلامي معه، واحرقت كل الأحاسيس الجميلة التي كنت أكنها له، كيف يغدر بي بعد كل ما فعلته من أجله، وأين ذهبت كل تلك الوعود، لقد كنا قد حددنا موعدا للخطبة، بات جميع أفراد عائلتي يعرفون بموعد زيارته لنا هو وأهله، لقد تركني معلقة بين السماء والأرض، لا أعرف كيف أتصرف، أو من أخبر بما فعله بي، كيف أواجه أهلي، كيف أخبرهم أن الرجل الذي وصفته أمامهم بالرائع، تخلى عني فجأة وبمنتهى البساطة، يال خيبة أملي، ويال المصير المؤلم الذي ينتظرني، هكذا ببساطة تركني ورحل.
لقد عانيت أشد العناء، وتعبت جدا، مع قلبي الذي كان يتألم بشدة، بسبب الهجر والفراق، ومع عقلي الذي استيقظ فجأة من غفلته وبدأ يلومني على كل ما قدمته لهذا الرجل من مشاعر بلا حساب، ولا تقدير، فجأة بدأت أراجع حساباتي معه، لقد كنت أحبه أكثر من ما كان هو يحبني، كنت أنا دائما التي أبادر، وكنت أنا دائما التي أطبطب، وأنا التي تداوي وتعالج الجراح، أنا التي تشجع، وتواسي، كنت أعامله كما لو كنت أمه لا حبيبته، كنت أداري على مشاعره أكثر من ما ينبغي على حساب مشاعري، كنت أغالط عقلي وأدعي أن عيوبه مميزات، كنت أحب حتى أخطاؤه، وكان هذا هو خطئي، لقد خدعت نفسي حينما تجاهلت أنانيته.
الغريب أنه لم يتصل بي بعد هذه اللقاء القاتل، لم يحاول حتى ان يواسيني، وكأنه ما صدق أن أنهى العلاقة ليصبح متفرغا تماما، للعودة لحبيبته السابقة، فاستسلمت، ومضيت أبحث عن علاج لمشاعري المكتئبة في حضن أمي، وصديقاتي، وغيرت مقر عملي من جديد، وخسرت ترقية كانت محتملة، بحثا عن مقر عمل بعيد كل البعد عنه، لكي اشفى فعلا منه.
وبعد عام بل أكثر، من الفراق، وفجأة وبلا مقدمات، وجدته أمامي، يطلب مني العفو والغفران، وأن أعطيه فرصة للنقاش، لقد عادت حبيبته السابقة لطليقها، زوجها، الذي يليق بعائلتها، بعد أن رفضت عائلتها أن تزوجها من حبيبها حتى ولو كانت مطلقة. هكذا اخبرته هي، لكني اشفقت عليه، فهو أيضا عاشق، يعشق امرأة تتلاعب به لا أكثر، لاني علمت من خلال رحلة بحث قمت بها بعد ان تركني، علمت من بعض صديقاتها وأهلها، أنها تتلاعب به، وأنها تحب زوجها بجنون لكن زوجها لا يحبها بنفس القدر، واكتشفت هي الأخرى أن زوجها يحب امرأة سواها، بل وخانها معها أيضا في تلك الفترة، فأحبت أن تأدبه، وتنتقم منه، واستغلت حبيبي ( حبيبها السابق ) في إثارة غيرة زوجها، وهذا ما جعل زوجها يهرول إلى استعادتها، بينما خدعت حبيبها الذي كان حبيبي أيضا، وقالت له أن أهلها لازالوا يرفضون تزويجه منها، وأنهم اجبروها على العودة إلى زوجها رغما عنها.
لقد قلت لحبيبي أني مخطوبة، نعم بعد عام من الفراق قبلت الخطبة من شاب يعشقني بجنون، لكن في صمت، ومنذ سنوات طويلة، لكني كنت أتجاهله، لاني لم أكن أبادله الحب، لكن بعد تجربتي مع حبيبي، فهمت، أن العاشق يبقى على مر العصور عاشق.
هذا هو الحب، إنه معقد، خطيبي يعشقني بجنون، بينما أنا كنت ولا زلت أحب ذلك الشاب بجنون، وهو يحب حبيبته السابقة بجنون، وهي تحب زوجها بجنون، وزوجها يحب أمرأة غيرها بجنون، ....
عزيزتي،
احترسي من الحب إن كنت لازلت صغيرة، أو كانت هذه هي تجربتك الأولى في الحب، عليك أن تكوني حكيمة قوية، لا تسمحي للحب بأن يجور عليك، أو يحطم فؤادك ويستنزف عواطفك، فالحب له سلطان، وقد يكون سلطان الحب أحيانا جائر، فمن المؤلم أن تحبين الطرف الآخر أكثر من ما يحبك، فتضطرين للعطاء وتقديم التنازلات المستمرة مقابل القليل جدا من الإهتمام.
ابحثي عن شخص يحبك كما تحبينه، واكثر، يعني أبحثي عن شخص يحبك أكثر من حبك أنت له، أبحثي عن عاشق لك، بدلا من البحث عن الحب، لا تبحثي عن الحب، فالحب جارح، أبحثي عن عاشق، وتأكدي أن هناك رجلا ما في هذا العالم، لا بد أنه سيكون عاشق متيم بك.
تعليقات
إرسال تعليق