طلقتها لأنتصر عليها فأنهرت تماما !!!

هذه هي تجربتي بعد طلاق زوجتي... 

 بعد مرور أربع سنوات على زواجنا، وقع الطلاق بيني وبين زوجتي. كان القرار في لحظة غضب وانفعال، حيث لم أجد وسيلة لتهدئة نفسي سوى النطق بكلمات الطلاق. لم أكن أدرك حينها أنني سأعيش بعدها في دوامة من المشاعر المتألمة والندم الذي لا يفارقني حتى اليوم.

كانت حياتنا الزوجية مليئة بالتحديات، أبرزها تدخلات أهلها المستمرة في تفاصيل حياتنا اليومية. كنت أعود من عملي مرهقًا، لأجد نفسي أمام ضغوط جديدة في المنزل. رغم ذلك، كانت زوجتي تحمل في قلبها الكثير من الحنان والعطف، وكانت تسعى دائمًا لإسعادي. أتذكر تلك اللحظات الجميلة التي كنا نقضيها معًا بعيدًا عن الضغوط، وكيف كانت تعتني بي عندما أمرض، وتبكي خوفًا عليّ.

اليوم، وبعد مرور عامين على الطلاق، أشعر بندم عميق. أدركت أن الخلافات كانت قابلة للحل، وأنني تسرعت في اتخاذ قرار الطلاق. كلما حاولت نسيانها، تتجدد الذكريات في ذهني، وتؤلمني أكثر. أشعر بأنني فقدت جزءًا من روحي، وأنني لن أجد سعادة مماثلة مع شخص آخر.

أعلم أن الزمن لا يعود، ولكنني أتمنى لو أستطيع تصحيح خطئي. أفكر في محاولة التواصل معها، لعلنا نستطيع بناء جسر جديد من الثقة والمحبة. أعلم أن الطريق ليس سهلاً، ولكنني مستعد لبذل كل جهد ممكن لاستعادة ما فقدته.


حين نظرت إلى زوجتي آخر مرة قبل أن أطلقها، لم أكن أرى فيها المرأة التي أحببتها لسنوات، بل كنت أرى فيها صورة مشوشة لما أصبحت عليه حياتنا. كنت غاضبًا، منزعجًا، أشعر وكأن كل شيء انهار فوق رأسي دفعة واحدة، ولم يكن هناك مخرج إلا أن أصرخ بأعلى صوتي… "أنتِ طالق، طالق، طالق".


كنت أعتقد وقتها أنني انتصرت، أنني انتقمت لكرامتي، أنني استعدت السيطرة على حياتي… لكن بعد يومين فقط، وبعد أن هدأت الأعصاب، وجدت نفسي أمام مرآة كبيرة تفضح خوفي وفراغي. أدركت أني فقدت قطعة مني… بل فقدت ذاتي.


زواجي لم يكن سيئًا في مجمله، بل على العكس، كانت لنا لحظات جميلة، ربما أكثر مما أقر به اليوم. تزوجنا عن حب، وكنا نغرق في تفاصيلنا الصغيرة، كنت أحب ضحكتها، وأحاديثها البسيطة عن يومها، وكيف تخطط لعشاء مميز أو لهدية صغيرة لطفلنا الأول.


لكن شيئًا ما بدأ يتغير بعد السنة الثانية من زواجنا. لم يكن التغيير من طرفها وحدها، بل مني أيضًا. بدأتُ أُثقلها بمشكلاتي في العمل، بضغوط الحياة، بكلماتي الجارحة حين أغضب، بإهمالي العاطفي، برغبتي في أن تكون كل الأمور تحت سيطرتي، بما فيها مشاعرها. ومع كل خلاف، كنت أعود وأقول: "هي تحبني، ولن ترحل أبدًا"، وكنت أراهن على حبها أكثر مما أراهن على نفسي.


ما زلت أذكر تلك الأيام التي كانت تبكي فيها بصمت حين تتلقى رسالة من أختها تطلب رأيها في أمور بيتها، ثم تضطر أن تستشير أمها قبل أن ترد عليّ بكلمة، وكأنها فقدت ثقتها بنفسها. كنت أشعر بالضيق من تلك العلاقة الوثيقة مع أهلها، وكنت أكره أن أشعر بأنني لست الرجل الوحيد في حياتها، أن هناك من يُملي عليها كيف تحبني، وكيف تخاصمني، ومتى تصالحني.


مرة كنا مسافرين خارج المدينة، مرضت فجأة، حرارة شديدة وآلام في المعدة. صحوت في الليل لأجدها تجلس في زاوية الغرفة، تنظر إلي بقلق، وعيناها مليئتان بالدموع. اقتربت مني تقيس حرارتي، وتضع كمادات على رأسي، وتهمس لي بآيات من القرآن. تلك اللحظة، رغم مرورها، ما زالت عالقة في ذاكرتي، كأنها آخر مشهد في فيلم انتهى دون تحذير.


كانت حنونة، تغمرني بلطفها في لحظات كثيرة، لكننا كنا نتشاجر أحيانًا على أمور تافهة جدًا. مرة اختلفنا على مكان قضاء عطلة نهاية الأسبوع، فصرخت في وجهي: "طلقني!"، كانت تقولها كثيرًا، وأنا كنت أعرف أنها لا تعنيها، لكنها كانت تمتحن رجولتي، تصرخ بدلاً من أن تقول: "أنا موجوعة"، وأنا أسمعها كإهانة، لا كاستغاثة.


ثم جاءت تلك الليلة… آخر شجار، آخر مرة طلبت الطلاق، ولم أتمالك نفسي، وكأن كل ما تراكم داخلي انفجر فجأة، دون تفكير أو رحمة. طلقتها، ولم أكن أظن أني سأندم بعدها كما ندمت في حياتي كلها.


اليوم، مرت سنتان على ذلك المشهد، ولا تزال كل زاوية في بيتي، وكل لحظة من يومي، تحمل ظلالًا منها. أستيقظ أحيانًا على صوت المنبه في ذات الساعة التي كانت توقظني فيها بنعومة، فأمد يدي بجانب السرير لأجد الفراغ. أذهب للمطبخ، أبحث عن قهوتها التي كانت تحضرها لي بطريقتها، فلا أجد سوى الطعم المر في قلبي.


حتى جوالي، رغم أني غيرت الرقم، لكنني نسيت أن ألغي التنبيه الذي كنت أضعه في ذكرى زواجنا. كل عام، يرن في نفس التاريخ، وكأنه يهمس لي: "كان هنا حب… لا تُكذّب نفسك".


الآن أنا نادم، نعم، نادم لأنني لم أتعلم كيف أحتوي، كيف أعبّر عن مشاعري، كيف أكون رجلًا لا يخاف من ضعف امرأة تحبه، ولا يهرب من لحظة تحتاجه فيها. نادم لأنني لم أُقدّر قيمة المرأة التي وهبتني حبها، وطفلًا، وحنانًا، وبيتا.


اليوم، في عمري هذا، أدركت أن الحياة الزوجية ليست خالية من الخلافات، وأنه لا يوجد بيت مثالي. لكن الفرق بين بيت يُرمم بعد العاصفة، وبيت يُهدم على أول زوبعة، هو الصبر، والتفاهم، والحب… وأنا للأسف، لم أمتلك منهم ما يكفي.


هل أفكر في العودة؟ كثيرًا. لكنني لست متأكدًا إن كانت هي منفتحة لذلك، أو حتى راغبة. كل ما أعرفه، أنني رجلٌ أدرك بعد فوات الأوان أنه أضاع جوهرة، والآن يعيش على ذكراها.

تعليقات

الفضفضة الشائعة

تجربتي مع ألم ليلة الدخلة ألم الإدخال.

زوجي وجارتي على سريري !!!

زوجتي اعترفت بماضيها وعلاقاتها السابقة!

أبكي بصمت