زوجي وجارتي على سريري !!!
زوجي وجارتي
زوجي يخونني مع جارتي
وقفت في مكاني مذهولة غير مصدقة ما أرى، كل شيء بالنسبة لي أنهار فجأة، لم أدرك أني في حالة أنهيار، كنت فقط في حالة من الذهولة وغير مصدقة، لا يمكن أن تأتي هذه المرأة عديمة الوجدان من فراغ، لا يمكن أن تدخل بيتي بهذه الطريقة وتستولي على حياتي بهذا الشكل، لا يمكن أن أكون ضحية لطيبة قلبي، غفلتي وغبائي، يا إلهي ما الذي يحدث أمامي الآن، وما الذي كان يحدث أمامي طوال الوقت الماضي ولم أكن ألتفت إليه، لقد كانت هناك العديد من الإشارات التي تجاهلتها سابقا، كانت هناك أيضا إنذارات خطيرة، لكني أنكرتها، لأني لم أكن راغبة في الخروج من أوهامي، من قصة الحب الكبيرة التي لازلت مؤمنة بها حتى هذه اللحظة، التي أشاهدهما فيها معا، يتبادلان الحب على سريري!!!
لا أعرف كم من الوقت مر، هل هي ثواني سريعة، أم دقائق طويلة، حيث كنت هناك أقف في هدوء وكأني تمثال من الشمع يذوب في مكانه في تلك الغرفة المشتعلة من حرارة مشاعرهما، كانت هناك كلمات نارية تخرج من لسانه، وقلبه معا، شعرت بها تنحرني عميقا، وهو يخبرها بشدة اشتياقه، مع كل حركة يقوم بها، كنت أقف هناك وأنا لا أعرف إن كان هذا الرجل المتحمس لتلك المرأة الغريبة على سريري هو زوجي فعلا، أم أنه مجرد رجل يشببه كثيرا إلا في أنه زوجي،
ربما تعتقدون أني صرخت أو انفعلت أو فعلت أي شيء، لكن هذا غير صحيح، لم أجرؤ، فقد كانت هناك قوة هائلة في جسدي تمنعني من فعل أي شيء، قوة لم أفهما لم أعرف سببا لها، لم أدرك مصدرها، قيدتني وكممت فمي، وأخبرتني أن علي فقط أن أشاهد، لأعرف، أن أرى لأفهم، أن أبصر لأدرك، ليس هناك أي شيء آخر علي فعله الآن، سوى أن أكون على علم،
لأني بعد أن أكون على علم، سأتغير، وتتغير طريقة تفكيري، وستصدر من قلبي وعقلي قرارات جديدة مختلفة، وسألج حياة أيضا جديدة في كل شيء، لم يكن علي في هذه اللحظات سوى أن أكون على علم وكفى.
كان يشدها إليه، بينما كانت هي تطوقه بذراعيها، كان يتصبب عرقا، ورائحة جسده التي كنت أعشقها تملأ الغرفة، لكنها هذه المرة تختلط برائحة إمراة غريبة وليست رائحتي أنا، لأول مرة أراه من بعيد وهو يمارس العلاقة، بدا لي مجرد ( كائن حيواني مدفوع بشهوته، التي يسميها عاطفه )
لا أعرف إن كنت قد فكرت في كل ذلك وقتها، أم أني فقط أحسست به، لقد بقيت هناك في مكاني لفترة من الوقت، وأعتقد أني كنت أقف هناك لمدة تجاوزت الدقيقة، بدا بالنسبة لي وقتا طويلا للغاية، نعم، هو كذلك، لكني كنت أريد أن أصدق، وأن أوثق، وأن أثبت لنفسي أنه هو، هذا هو ظهره، وتلك هي وحمته، وهذا هو شعره كما يبدوا دائما من الخلف، وذلك هو أيضا صوته، وبشكل خاص حينما يكون منغمسا في العلاقة، هذا هو إنه هو، وليس نسخة أخرى منه،
ثم انسحبت بهدوء دون أن يعلم بأني أعلم، خرجت من باب البيت بنفس الهدوء الذي دخلت به ركبت سيارتي وعدت إلى عملي وكأن شيئا لم يكن!!!
منذ أن جاءت هذه المرأة الغريبة الأطوار لتسكن في الشقة المقابلة لشقتنا، وأنا أشعر في أعماقي بأن ثمة شيء مريب بينها وبين زوجي، شيء ما لا أفهمه، على الرغم من أنها لم تتحدث له يوما أمامي، لم تتواصل معه، لم تتحدث عنه، لم تسأل، لم تبدي أية بادرة تجعلني أشك في أنه تفكر حتى مجرد التفكير به، لكن رغم كل هذه المناورات الحذرة منها، في قلبي كانت هناك وخزة عميقة، شكة دبوس، تؤلمني كلما خرج زوجي من باب الشقة أو عاد إليها، وكأني أخشى أن يصادفها على الدرج، أو يجتمع معها في المصعد، أو يراها عند باب البناية، فتثير فضوله...!!!!
كنت أعرف أن زوجي لا يوفر أية إمرأة، لا يمكنه أن يتجاوز أية أمرأة يلتقي بها في أي مكان، طالما كانت جميلة، أنيقة، وفاتنة، فهو لن يوفرها، وسيسعى جاهدا ليتذوقها، سيفعل ذلك فورا، ودون حتى أن يتردد، بل على العكس سيسعى إليها بكل ما أوتي من قوة، وسيزداد إصراره للتقرب منها كلما إزدادت رفضا، أو أشعرته بأنها تحد صعب، ومن غيرها يمكن أن تفعل ذلك!!!!
لكن علاقته بها هي بالذات كانت مختلفة، كان ثمة أمر غريب يحدثني به قلبي، في ذلك اليوم حينما اقتربت مني ابنتي ذات الستة أعوام لتخبرني بأنها رأت والدها الذي هو زوجي يدخل إلى الشقة المجاورة، هرعت من فوري وطرقت باب شقتها، وتظاهرت بأني جئت لشرب الشاي معها، وكانت في تلك الأثناء عيوني تتجول في كل أرجاء الصالون، وتتلصص على الممرات، وتبحث عن أي شيء يمكن أن يشير إلى أن زوجي دخل هنا، لكني لم أجد شيئا، فقلت لعل ابنتي ليست صادقة، ثم أنها طفلة صغيرة لا تعرف ما تقول.
لكن ماذا لو أنها رأته يدخل إلى هناك في وقت مختلف، وليس في ذلك اليوم بالذات، أعتقد أن هذا هو ما حدث، لأن الأطفال غالبا ما ينسون الأحداث، وحينما يتذكرونها يروونها فورا، دون أن يراعون أهمية التوقيت، أو يذكرون الوقت الذي حدثت فيه الحادثة.
لكنه كان قد وعدني بأنه سيكون مخلصا لي، منذ ذلك اليوم الذي قبضت فيه عليه متلبسا في علاقة جنسية أيضا مع فتاة تعرف عليها في إحدى سفراته، لقد سقط هاتفه من على الطاولة بسبب حماسه الكبير أثناء العلاقة، وتم الإتصال بي بالخطأ، لأسمع، دون أن أرى، كل ما كان يحدث بينهما، وعلى أثر هذه الحادثة، ثارت ثائرتي، وتركت له البيت شهرين، وصعدت الأمر حتى كدت أطلب الطلاق منه قانونيا، لولا توسلاته، وإعلانه التوبة، وإدعائه بأنه كان يعاني من مشكلة نفسية!!!
اليوم، حدث الحادث من جديد، وهذه المرة رأيت كل شيء، ولم أسمع فقط، لكن ما الجديد، ما الذي سيتغير؟!
زوجي، لن يتغير، هذه هي عادته، أعلم أنه حريص كل الحرص على أن يستمر زواجنا، فهو واجهة لا يريد أن يخسرها أمام الناس، ثم أن علاقتنا العاطفية والجنسية جيدة، لانشكوا من شيء فيها، حتى أن من يرانا معا لا يتخيل أنه في غيابي يمكن أن يفعل هذا بي، فهو متملق كريه ماهر في التمثيل.
في قلبي بالتأكيد أنا لم أعد أحبه، لكني أيضا لم أعد مؤمنة بالحب، فكلما سمعت قصص الحب التي تنتهي بالخيانة والغدر، وكيف ينقلب الحبيبين العاشقين بالأمس إلى عدوين لدودين عدوانيين لاحقا، أشعر بالإشمئزاز من كلمة حب، أو من أية أغنية أو مشهد رومانسي.
لقد عدت إلى مكتبي في العمل، وواصلت القيام بمهامي المعتادة، وأنا أفكر بطريقة مختلفة، فمشاعري ما عادت تحتمل المزيد من الإحباطات والإخفاقات، والخذلان، لذلك أول ما قررته هو:
أني لن أثق به مجددا، حتى لا أصاب بمثل ما أشعر به الآن من خذلان، مهما بدا طيب القلب، محبا، عاشقا، ومهما امطرني بكلمات الحب والإشتياق، وقال بأني توأم روحه بين بنات حواء، كل هذا ليس أكثر من مجرد غطاء، يمارسه لكي يخفي خلفه كل ممارساته القذرة.
وأني لن أجد الحب الدائم أيضا لو أني طلبت الطلاق، فحسب علمي كل العلاقات الزوجية تصاب بين وقت وآخر بنوبة من الملل، والركود ولا يمكن معها إلا أن يبدأ الرجل في البصبصة خارج البيت، بحثا عن المتعة العابرة، فلماذا إذا سأشغل نفسي وأهدر وقتي في البحث عن حب جديد، وزوج جديد، يطالبني بالإنجاب من جديد لأجله هو، وأستثمر لأجله أيضا المزيد من الجهد في العلاقة، ثم يخونني أو يغدر بي أو حتى يبصبص في وجودي!!! حتى لو صدقت ما يقال بان الرجال مختلفون وليسوا كلهم واحد، من يضمن لي أن لا أقع ضحية رجل يشبه زوجي، فهم كثر، بينما الرجال الحقيقيون نادرون جدا !!!!
ربما هناك العديد من النساء سينظرن لي نظرة دونية الآن، ويقلن عني إمرأة بلا كرامة، لكن الأمر بالنسبة لي أنا، لا علاقة له بالكرامة، ولا بالمشاعر، بل على العكس تماما، منذ هذه الواقع أصبحت أفكر بعقلي وفي مصلحتي فقط، لأن مشاعري لم تأخذني إلى أي مكان سوى الهاوية، جعلتني أقف في مكاني مذهولة أتفرج على زوجي يجامع إمرأة غيري على سرير نومي، ولو أني فاجأته، وواجهته، لأضطررت لترك البيت، فكيف لي أن أجلس في البيت بعد أن أواجهه!!! وأنا حاليا لا أريد أن أترك البيت لأني شغلت المنصب الذي طالما حلمت به في عملي، أريد أن أكون صافية الذهن لأبدع وأثبت نفسي فيه.
كذلك لو أني واجهته، فيعني أن علي أن أخاصمه، لكي أعاقبه، في الحقيقة حينما خاصمته في المرة السابقة لم أعاقب سوى نفسى، لقد كنت في حاجة ماسة إلى خدماته، إنه داعم كبير لي في كل ما تتطلبه حياتي، يساعدني ويمد لي يد العون بشكل لا يمكن وصفه، وكأنه بذلك يحاول أن يعوضني عن خيانته لي، وأن يكفر عن ذنوبه التي يقترفها في حقي في غيابي، إحساسه المتواصل بالذنب لأنه يخونني، يجعله مطواعا، يدللني ويلبي لي كل رغباتي.
لكن هذا لا يعني أني سأتركه ينجو بفعلته، أو أني سأترك جارتي تستمتع بوقتها معه، لكني منذ اليوم، لن أثور، ولن أتقوقع على ذاتي، بل سأتصرف، سأعمل على تأديبه بصمت، وبروووووووود، سأحصل على ما أريد منه، لأن كل ما أريده بات من حقي اليوم، وفي الوقت نفسه سأجعله يدفع الثمن مرتين، عن كل مرة فكر فيها فقط بخيانتي.
تعليقات
إرسال تعليق